حافظ على الإسلام الأصيل المتمثّل بمدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، وقد ذكر هؤلاء الرواة والطلاب في كتب الرجال ، كما حاور أصحاب المبادئ والمذاهب الاُخرى. وكان يفحمهم أمام الملأ ، كما شجّع بعض أصحابه العلماء على المحاورة ، كلّ ذلك من أجل الهدف الكبير الذي يسعى إليه وهو الحفاظ على الإسلام الأصيل.
ويشمل عطاؤه العلمي الكثير من المجالات في التفسير والفقه والحديث والكلام وحتى في الكيمياء حيث تعلّم منه جابر بن حيّان هذا العلم.
ومن الكتب التي رويت عنه « توحيد المفضل » أملاه الإمام عليهالسلام على المفضل بن عمر ، حيث تعرّض فيه إلى الكثير من الموضوعات المهمة في مجال خلق الإنسان والعالم وإثبات وجود الله وقدرته وعلمه وحكمه.
بالإضافة إلى الروايات الكثيرة التي تملأ كتب الحديث عند الإمامية بل وغيرهم وتعتبر أهمّ ما تعتمده علوم أهل البيت عليهمالسلام ، وخاصّة في الفقه والتفسير والكلام ، ولولاها لاختفت الكثير من التعاليم الإسلامية الأصيلة في مختلف المجالات. وقد استشهد الإمام عليهالسلام في ٢٥ من شهر شوال عام « ١٤٨ ». حيث دسّ المنصور الدوانيقي له السمّ بعد أن رأى شخصيته تنتشر بين المسلمين ، فخاف على حكمه وأطماعه. ودفن في مقبرة البقيع في المدينة المنورة.
وآخر وصية له نقلها أبو بصير قال : كنت حاضراً حين وفاة الإمام ففتح عينيه وقال : اجمعوا لي أهل بيتي ، وعندما اجتمعوا بين يديه قال عليهالسلام : « إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بصلاته » (١).
ومن أهمّ الإنجازات التي حقّقها الإمام الصادق عليهالسلام هو أنه وضع أساس التأليف في
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٩ : ٢٢٧.