الإسلام ، فانطلق الناس بعده يؤلّفون ويدوّنون تبعاً لتعليماته ، وكما أرسى دعائم علم الكلام للدفاع عن مذهب أهل البيت عليهمالسلام وتعليم جملة من أصحابه ذلك.
وكما اُتيح للإمام عليهالسلام أن يتصدّى لظاهرة الزندقة والإلحاد وخاصة بعد الارتباط بسائر الشعوب والمبادئ والأديان الاُخرى وبعد ترجمة الفكر اليوناني وظهور الفلسفات اليونانية ، كما ناقش الفرق الإسلامية التي نشأت في ذلك الزمان ، ومن مأثور كلامه وحكمه رسالته التي وجّهها إلى عامة المؤمنين يقول فيها :
« أمّا بعد ؛ فسألوا ربّكم العافية ، وعليكم بالدعاء والوقار ، والسكينة والحياء ، والتنزّه عما تنزّه عنه الصالحون منكم ، وعليكم بمجاملة أهل الباطل ، تحمّلوا الضيم منهم ، وإيّاكم ومماظَّتهم ... » (١).
ومن كلماته القصار قوله عليهالسلام : « لا يزال العزّ قلقاً حتى يأتي داراً قد استشعر أهلها اليأس مما في أيدي الناس فيوطنها » (٢). وبهذا فقد أرسى الإمام عليهالسلام دعائم الفكر الإسلامي النقي.
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٥ : ٢١١.
(٢) بحار الأنوار ٧٥ : ٢٠٦.