الأرض لا تخلو من حجة أو إمام ، وغيرها من الأحاديث العامة والخاصة.
والسرّ في غيبته عليهالسلام هو الحفاظ عليه من أيدي الجبابرة والجائرين ، وقد اُشير في الروايات إلى حِكمٍ أخرى ، منها إمتحان الناس واختبار مدى استقامتهم بعد إقامة الحجة عليهم ، مع أن الناس لم يحرّموا تماماً من عطاءات الإمام خلال الغيبة ، وكما ورد في الروايات أنّه كالشمس خلف الغيوم حيث يستفاد من نورها ، وقد وفق أفراد للقائه وإن ظهر بصورة رجل مجهول ، واستفادوا منه كثيراً في قضاء حوائجهم المعنوية والمادية.
ويعتبر بقاؤه حيّاً عاملاً كبيراً في زرع الطمأنينة وشيوع الأمل بين الناس ، وخاصة المستضعفين والمضطهدين الذين يبحثون عن الخلاص ، ولولا هذا الأمل لأصاب الناس اليأس والمستقبل المظلم المجهول.
والانتظار هو من العوامل المهمّة التي تساهم في إصلاح الناس لأنفسهم من أجل إعدادها لظهوره عليهالسلام ، لذلك أكّد كثيراً في الروايات على الإنتظار فعن الرسول صلىاللهعليهوآله : « أفضل العبادة إنتظار الفرج » (١).
وقد ذكرت الروايات بعض العلامات على ظهوره منها قريبة من عصر الظهور ومنها بعيدة عنه تراجع فيها في الكتب الموسعة ، وقد ورد عن الإمام المهدي عجّل الله تعالی فرجه الشريف في تعيين الفقهاء في زمان غيبته الكبرى وانهم حجة :
« وأما الحوادث
الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنّهم حجّتي عليهم وأنا حجة الله عليهم » ، وكذلك قال الإمام الصادق عليهالسلام في حقّهم : « وأمّا من كان من الفقهاء
صائناً __________________ (١)
بحار الأنوار ٥٢ : ١٢٥.