٥ ـ من الخلافة حتى الشهادة :
وفي المرحلة التي استمرت ما يقرب من خمس سنين حيث تولّى الخلافة بعد أن بايعه المسلمون ، وقد حكم بالعدل وتطبيق سنّة الرسول صلىاللهعليهوآله والإسلام الأصيل ، مما أسخط ذوي الأطماع الذين لم توافق حياتهم ومتطلباتهم عدالة علي عليهالسلام وتطبيق الإسلام الأصيل ولذلك حدثت المعارك الثلاث التي قام بها الناكثون ، والقاسطون والمارقون ، فسميت هذه المعارك بالجمل وصفين والنهروان ، وأخيراً استشهد الإمام في سبيل العدالة والإسلام الأصيل في محراب صلاته في مسجد الكوفة على يد أحد المارقين « الخوارج » في ليلة التاسع عشر من رمضان ٤٠ هجري ، وتوفّي ليلة الواحد والعشرين منه. وقد دفن في النجف الأشرف حيث مرقده الشريف هناك يزوره ملايين العشّاق والمؤمنين.
وقد أثر عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام الكثير من الخطب والرسائل والمواعظ والكلم. جمع بعضها الشريف الرضي في كتابه الخالد « نهج البلاغة ».
ومن وصيته الأخيرة لأبنائه قوله عليهالسلام :
« أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي ، بتقوى الله ، ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم .. الله الله في الأيتام .. الله الله في جيرانكم الله الله في القرآن ، لا يسبقكم بالعمل به غيركم ، والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم ، والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله. وعليكم بالتواصل والتبادل ، وإياكم والتدابر والتقاطع ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيولّی عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم » (١).
__________________
(١) الكافي ٧ : ٥١.