من أنتَ قل لي إنّني حائرٌ |
|
قد أغلق السرُّ دروبَ الذكاء |
أغرقُ في الفكر ، ولكنني |
|
أعيى ، وقد ضمّ شعوري العياء |
هبطتَ في كونٍ يلفُّ الهوى |
|
أرجاءه ، كي يستفيق الفناء |
أنّی تراميتَ ترى لعنةً |
|
تنشر في الدرب شراك الشقاء |
كيف استقرّت فيك روح الهدی |
|
لم تفترق عنك بدرب البقاء |
قَدّمتَ في مذبحها كلّ ما |
|
تملك ، كي تحيى بذور الرجاء |
فالليل لن تنسى حكاياته |
|
كيف يشقّ الصمتَ ضوءُ الدعاء |
والحرب ما زالت فتوحاتُها |
|
تذكر سيفاً صدَّ زحفَ العداء |
أنت لنا في كل شيءٍ صدى |
|
يفجّر الوعيَ بنا والفداء |
* * *
لولاكَ يا مولاي لم يخترق |
|
متاهةَ الليل شعاعُ السماء |
سرتَ مع النور فلم يرتفعْ |
|
لولاكَ في زهو الليالي لواء |
غرقتَ في الرحلة حتى اختفتْ |
|
في هوّة المنفى شرورُ الغباء |
وعندما حطّمت أحلامها |
|
وسار لله رسولُ الأخاء |
تطلّعتْ من قبرها لعنةٌ |
|
تحلم بالأمس دَجيَّ الفضاء |
ألقتك للموت ، ليحيى لها |
|
عهدٌ ، به تمسخ وجه العلاء |