وحين حضرته الوفاة ، عيّن الإمام الحسن عليهالسلام محلّه إماماً للمسلمين بوصيّة من الرسول صلىاللهعليهوآله.
المرحلة الثالثة : مرحلة إمامته « ١٠ » سنوات
من سنة « ٤٠ » إلى « ٥٠ » للهجرة فإنّه بعد شهادة أبيه أصبح خليفة للمسلمين ، وقد بدأت مخطّطات ومؤامرات الحكم الاُموي ضده ، حيث استخدم مختلف الأساليب ضد أهل البيت عليهم السلام ومبادئهم وشيعتهم ، من الإرهاب ومطاردة أتباع مذهب أهل البيت والتنكيل بهم ، ووضع الأحاديث في ذمّهم ، ومدح مخالفيهم ، وسبّ الإمام علي عليهالسلام على المنابر ، وشراء الضمائر وطلاب الدنيا بالأموال والمناصب ونشر العصبيّة الجاهلية ، والتفرقة القبلية ، وتطبيع المسلمين على إسلام مزيف يتلاءم وأطماعهم. ونشر المجون والفساد الأخلاقي بين المسلمين ، وغيرها مما تذكرها الكثير من المصادر لأجل أن يحقّق أطماعه وسيطرته من خلال هذه الأساليب ، وقد اضطرّ الإمام الحسن عليهالسلام لمحاربته حفاظاً على الإسلام الأصيل.
فقام بتجهيز الحملة العسكريّة التي كان الإمام علي عليهالسلام قد بدأ بأعدادها قبل استشهاده لمحاربة معاوية المتمرد والمنحرف عن خطّ الإسلام ، وتحرّك الجيش باتّجاه الشام ، وحتى لا تعود الجاهلية بعد أن قدم المسلمون المخلصون كلّ التضحيات في سبيل الإسلام ، ولكن عوامل جديدة حالت دون الإستمرار بالزحف ، ومن هذه العوامل :
١ ـ خيانة بعض قادة الجيش الذين اشترى معاوية ضمائرهم بالمال.
٢ ـ انشقاق واختلاف أفراد جيش الإمام وتشرذمه وتخاذلهم وتراجعهم بفعل أساليب معاوية.