٣ ـ محاولة بعض القادة تسليم الإمام الحسن عليهالسلام حيّاً إلى معاوية ممّا اضطر معه الإمام عليهالسلام لتقبل الصلح بشروط منها :
١ ـ احترام دماء الشيعة ، وعدم الإعتداء على حقوقهم.
٢ ـ الإمتناع عن سبّ الإمام علي عليهالسلام.
٣ ـ التزام معاوية بالعمل بكتاب الله وسنة الرسول صلىاللهعليهوآله.
٤ ـ لا يعيّن معاوية أحداً من بعده للخلافة وإنّما يعود الأمر إلى الإمام الحسن ، وإن كان ميّتاً ، فالأمر يعود إلى أخيه الإمام الحسين عليهالسلام.
ووافق معاوية على الشروط ، وكلّها تستهدف الحفاظ على الإسلام ، ولكن بعد ذلك نقض الشروط والعهود كلّها ، وهو ما قصده الإمام عليهالسلام ويعلمه مسبقاً قبل الصلح حتى يكشف حقيقة النظام الاُموي للمسلمين آنذاك بل للتأريخ ، وبذلك مهّد الطريق لثورة الإمام الحسين عليهالسلام ولولا صلح الإمام الحسن عليهالسلام لما كانت ثورة الإمام الحسين عليهالسلام ، حيث كشف انحراف النظام الاُموي عن التعاليم الإسلامية وأسقط القناع عنه ، وقد كشف معاوية عن حقيقته في خطابه في النُخيلة بعد الهدنة : « إنّي والله ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا إنّكم تعملون ذلك ، ولكنّي قاتلتكم لأتأمّر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون ، ألا وإنّي منيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي ولا أفي بشيء منها له » (١).
وقد رجع الإمام عليهالسلام للمدينة ، ولكن معاوية دسّ له السمّ على يد زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي ، وقال لها : إن قتلته بالسمّ فلك مائة ألف واُزوّجك يزيد ابني ،
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ١٤.