وقد دسّت له السمّ ، فاستشهد الإمام عليهالسلام في « ٢٨ » صفر سنة « ٥٠ » هجرية ودفن في البقيع في المدينة.
ومن خصاله : الورع ، كان يرتجف حين وضوئه لصلاته ، وعن الإمام الصادق عليهالسلام : « إنّ الحسن كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم ، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً وربّما مشى حافياً وكان إذا ذكر الموت بكى » (١). وقد حجّ خمسة وعشرين حجة ماشياً ، وربما بدون نعل.
وتميّز بالجود والعطاء ، وكذلك بالحلم ، ومن أساليب الاُمويين وغيرهم من أعداء أهل البيت عليهمالسلام وضع الأحاديث والأخبار الكاذبة في أهل البيت والتي تستهدف تشويه سمعتهم ، والحد من انتشارها بين المسلمين خوفاً على إطماعهم ، ومنها ما وضعوه من أخبار حول الإمام الحسن عليهالسلام إنّه كثير الزواج والطلاق ، وقد كتب الباحثون المنصفون حول كذب هذه التهمة.
ويظلّ الإمام الحسن عليهالسلام امتداداً لشخصيّة جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله وأبيه المرتضى عليهالسلام ، كما تظلّ خطبه وحكمه ورسائله متميّزة فنّياً وفكريّاً ، فمن حكمه وكلماته القصار قوله عليهالسلام :
« هلاك المرء في ثلاث ، الكبر والحرص والحسد ، ففي الكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس ، والحرص عدوّ النفس وبه اُخرج آدم من الجنة ، والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل » (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٣ : ٣٣١.
(٢) الفصول المهمة في معرفة الأئمة ٢ : ٧١٢.