خَلَقَ ) ، فدعا قومه للإسلام سرّاً لمدّة ثلاث سنين ، وأوّل من آمن به وصدّقه ربيبه وابن عمّه الإمام علي عليهالسلام وزوجته خديجة بنت خويلد.
ثم جهر برسالته للناس عامّة ، وبقي في مكّة يدعو قومه إلى الإسلام ، وقد لاقی الكثير من المتاعب ، حتى وصل الأمر إلى محاولة اغتياله من قبل المشركين فنجّاه الله تعالى بالأمر بالهجرة إلى المدينة ، حيث بات الإمام علي عليهالسلام في فراشه.
٣ ـ مرحلة الهجرة إلى المدينة « ١٠ » سنوات ، وبعد هجرته إلى المدينة وبالاستعانة بالمسلمين من المهاجرين والأنصار اُسّست أوّل دولة إسلامية ، ومنها انتشر الإسلام إلى العالم ، وبقي في المدينة المنورة عشر سنين ، حتى توفّي في الثامن والعشرين من صفر في السنة الحادية عشر للهجرة الشريفة ، وقد دفن في المسجد النبوي ، وعمره ثلاثة وستين عاماً ؛ بعد أن عيّن من بعده الإمام علياً إماماً وخليفة للمسلمين في حجة الوداع في « غدير خم » بحسب المتواتر بين المسلمين ، وكانت مدّة نبوّته ثلاثة وعشرين سنة ، شارك في جهاد المشركين ثمان وعشرين مرة ، كما بعث خمس وخمسين فرقة بقيادة بعض أصحابه بخاصة الإمام علي عليهالسلام ، وفي السنة الثامنة بعث رسائل إلى ملوك وقادة الاُمم يدعوهم فيها إلى الدخول في الإسلام ، وهذا دليل واضح على عالميّة الإسلام وشموليّته. ونسخه لسائر الشرائع الإلهية.
كما أنّ هناك الكثير ممّا يدلّ على خاتميّته وخلوده إلى يوم القيامة كما صرّح بذلك القرآن الكريم.
ويدلّ على نبوّته كثير من الأدلّة وأهمّها معجزته الخالدة القرآن الكريم لوجود عناصر الإعجاز فيه من بلاغته ومحتواه ، مما أعجز الناس عن مجاراته بعد أن تحدّاهم أن يأتوا بمثله أو بسورة منه.