وتدلّ على عظمة
الإسلام تعاليمه الإلهية الخالدة التي تصلح لكلّ زمان ومكان ، وتعالج مختلف مجالات الفرد والمجتمع بما يحقّق سعادتها في الدنيا والآخرة. وكيف يتسنّى لشخص اُمّي
في ذلك المجتمع الجاهلي لم يسمع منه التعلّم ، أن يأتي بهذه التعاليم العظيمة من القرآن الكريم والسنّة الشريفة ما لم يكن مرتبطاً
بالسماء ، فالإسلام المحمّدي هو الدين الإلهي الوحيد الذي يلزم على البشر اعتناقه في مرحلة الخاتميّة ، لأنّ الله تعالى اللطيف الخبير ، أنزله إلى البشر لطفاً بهم ، حتى
ينالوا تكاملهم وسعادتهم مما لا يتوفّر في غيره من المبادئ والشرائع ، لأنّها إما أن تكون بشريّة
أو منسوخة أو محرّفة ، وسبيل الحقّ والبعد عن الضلال يتحدّد بالتمسك بالقرآن والعترة للكثير من الأدلّة والأحاديث ، ومنها حديث الغدير المتواتر : « أنّي مخلّف فيكم
الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي » ثم أخذ بيد علي
فرفعها ، فقال : « أيّها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فمن كنت مولاه
فعليّ مولاه ـ يقولها ثلاثاً أو أربع كما في لفظ أحمد بن حنبل ـ ثم قال : اللهم وال من
والاه ، وعاد من عاداه ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه وانصر من نصره ، واخذل من خذله ،
وأدر الحقّ معه حيث دار ألا فليبلغ الشاهد الغائب » (١)
، وقد أكّد الرسول صلىاللهعليهوآله على هذه الحقيقة في الكثير من أحاديثه ومواقفه ، وقد حاول كتابتها حين احتضاره ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ )
، ولكن منع البعض من هداية البشرية لتبقى غارقة في الظلام والظلال إلا المتمسّكون بسفينة النجاة. وهناك معاجز كثيرة
ذكرها القرآن الكريم ، كما ذكرها كثير من المؤرخّين. وقد أثر عن النبي صلىاللهعليهوآله كثير من الخطب والرسائل والحكم ، نذكر من حكمه صلىاللهعليهوآله : __________________ (١) الغدير ١ : ١١.