الطويل الامد مع ضمّه إلى الوجدان القاضي بعدم الفرد الآخر ، لانّ الاثر اثر للحصص فينفى باحراز عدمها ولو بالتلفيق من التعبد والوجدان.
واما الحالة الثانية من القسم الثاني فهي ان يكون الشك في حدوث الفرد المسبّب للشك في بقاء الكلّي شكا بدويا ، ومثاله : ان يعلم بوجود الكلّي ضمن فرد ويعلم بارتفاعه تفصيلا ، ويشك في انحفاظ وجود الكلّي في ضمن فرد آخر يحتمل حدوثه حين ارتفاع الفرد الاوّل او قبل ذلك. ويسمّى هذا في كلماتهم بالقسم الثالث من استصحاب الكلّي.
وقد يتخيّل جريانه على اساس تواجد اركانه في العنوان الكلّي وان لم تكن متواجدة في كل من الفردين بالخصوص. ولكن يندفع هذا التخيل بأنّ العنوان الكلّي وان كان هو مصبّ الاستصحاب ولكن (١) بما هو مرآة للواقع ، فلا بدّ ان يكون متيقّن الحدوث مشكوك البقاء بما هو فان في
__________________
(١) او قل ولكنه ـ اي هذا العنوان الكلّي ـ مصبّ للاستصحاب بما هو عنوان حاك عن الفرد ، توضيح ذلك : فرض الحالة إذا دخل زيد المسجد ثم خرج واحتملنا انه قد دخل غيره المسجد عند خروج زيد او قبل خروجه بنحو لم يخل المسجد من انسان ، فهنا لا يجري استصحاب بقاء انسان في المسجد ، وذلك لان الكلّي الذي وجد في المسجد اوّلا قد ارتفع ـ لخروج زيد ـ والكلّي الذي نحتمل بقاءه في المسجد وإن كان نفس الكلي الاوّل مفهوما وبالحمل الذاتي الاوّلي ، لكن نحن حينما نستصحبه انما نستصحبه بما هو مرآة وحاك عن فرده اي بالحمل الشائع الصناعي ، وذلك لاننا حينما نستصحب الحالة السابقة كالطهارة والحياة والزوجية فاننا نستصحب واقع هذه الامور كما هو واضح.