* روايات الترجيح :
المجموعة الثانية ما استدلّ به من الروايات على ترجيح احدى الروايتين على الاخرى لمرجّح يعود إلى صفات الراوي كالأوثقية أو صفات الرواية كالشهرة أو صفات المضمون كالمطابقة للكتاب الكريم او المخالفة للعامّة وهي روايات عديدة :
فمنها : رواية عبد الرحمن بن ابي عبد الله (١) التي دلّت على الترجيح أوّلا بموافقة الكتاب وثانيا بمخالفة العامّة ، وقد تقدّمت الرواية مع الحديث عنها في الحلقة السابقة ، واتضح من خلال ذلك انها تامّة في دلالتها على المرجّحين المذكورين.
ومنها : مقبولة عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن رجلين من اصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان او الى القضاة أيحلّ ذلك؟ قال عليهالسلام : «من تحاكم اليهم في حقّ او باطل فانما تحاكم إلى الطاغوت ..» قلت : فكيف يصنعان؟ قال : «ينظران من كان منكم ممّن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا فليرضوا به حكما ، فاني قد جعلته عليكم حاكما ، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فانما بحكم الله استخفّ وعلينا ردّ ...» قلت : فان كان كل واحد اختار رجلا من اصحابنا فرضيا ان يكونا الناظرين في حقّهما واختلف (٢) فيما حكما ، وكلاهما اختلفا في حديثكم. قال : «الحكم ما
__________________
(١) التي مرّ ذكرها قبل بضعة اوراق (ص ٣٤١)
(٢) في نسخة «فاختلفا»