مرتبة اسبق اي في مرحلة تحكيم هذين النظرين فانهما لتهافتهما ينفي كل منهما ما يثبته الآخر من الشك في البقاء ، ومع تهافت النظرين في نفسيهما يستحيل تحكيمهما معا على دليل الاستصحاب لكي تنتهي النوبة إلى التعارض بين الاستصحابين ، بل لا بدّ من جري الدليل على احد النظرين وهو النظر الذي يساعد عليه العرف خاصّة.
تطبيقات
١ ـ استصحاب الحكم المعلّق
قد نحرز كون الحكم منوطا في مقام جعله بخصوصيتين (١) وهناك خصوصية ثالثة يحتمل دخلها في الحكم ايضا ، وفي هذه الحالة يمكن ان
__________________
تحديد الاستصحاب الجاري في هذه الحالة وهل انه يجري في عالم الجعل او لا وهل يجري في مرحلة المجعول ـ وذلك بان ننظر الى مستصحبه كصفة للموضوع الخارجي ـ او لا يجري. (ولذلك) كان الاولى تضبيط العبارة بشكل يوضح المراد وذلك بان يقال مثلا : «وانما نواجه تحديد الاستصحاب الذي يجري في مرتبة اسبق ...» وعليه لا بد من ارجاع الهاء في المتن إلى الاستصحاب ، فيكون المراد من الجواب أنه لا يمكن النظر الى المستصحب بما هو أمر ذهني (ليس له حدوث وبقاء فلا يمكن استصحابه) وبما هو أمر خارجي (له حدوث وبقاء فيمكن استصحابه) فيتعارضان اذ لا يمكن استعمال لفظ واحد في معنيين.
(١) شرح المطلب : قد نحرز كون الحكم (كالحرمة) متوقّفا في مرحلة الجعل على خصوصيتين (كالغليان والعنبية في مثال «إذا غلى العنب