ومن هنا (١) يتبيّن ان ما ذهب إليه القول الثالث من عدم جريان استصحاب بقاء عدم الكرّيّة في صورة الجهل بالزمانين وصورة العلم بزمان ارتفاع هذا العدم معا هو الصحيح.
وأمّا صورة الجهل بزمان الارتفاع مع العلم بزمان الملاقاة فلا بأس بجريان استصحاب عدم الكرّية فيها إلى واقع زمان الملاقاة ، إذ لا علم بارتفاع هذا العدم في واقع هذا الزمان جزما (٢).
ولكننا نختلف عن القول الثالث في بعض النقاط ، فنحن مثلا نرى جريان استصحاب عدم الكرّيّة في صورة الجهل بالزمانين مع افتراض ان فترة تردّد زمان الارتفاع اوسع من فترة تردّد حدوث الملاقاة في المثال المذكور ، فإذا كانت الملاقاة مردّدة بين الساعة الاولى والثانية وكان تبدّل عدم الكرّيّة بالكريّة مردّدا بين الساعات الاولى والثانية والثالثة فلا محذور في إجراء استصحاب عدم الكرّية إلى واقع زمان الملاقاة (٣) ، لانه على ابعد تقدير هو الساعة الثانية ولا علم بالارتفاع في هذه الساعة لاحتمال حدوث الكرّية في الساعة الثالثة ، فليس من المحتمل ان يكون
__________________
(١) أي مما ذكره بقوله «ونلاحظ على هذا القول ...» تبيّن عدم جريان الاستصحاب في صورة العلم بزمان ارتفاع هذا العدم ، ومما ذكره بقوله «ولكن هذا البيان ...» تبيّن عدم جريان الاستصحاب في صورة الجهل بالزمانين.
(٢) وهذا كما هو واضح ليس استصحابا بلحاظ الزمان النسبي.
(ومن هنا) تعلم انه الى حدّ الآن لم يؤمن سيّدنا المصنّف بالاستصحاب بلحاظ الزمان النسبي.
(٣) أيّا كان زمانها ، الساعة الاولى او الثانية.