٩٤ ـ لقد كان في معدان والفيل شاغل |
|
لعنبسة الزاري عليّ القصائدا (١) |
والسحر : تخييل قلب الشيء عن حقيقته بسبب خفيّ ، وهو من نتائج الكلمات المؤلفة من الشرك ، والأفعال الصادرة عن الإفك مع تعظيم شياطين الجن ، وهذا لا يليق شيء منه بملك سليمان.
(وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ).
أي : واتبعوا ما أنزل على الملكين ، والذي أنزل على لسان الملكين من السحر ليعلما ما السحر؟ وكيف الاختبال به؟ إذا كانت السحرة كثروا في ذلك الزمان ، فأنزلا ليعلّما الناس فساد السحر ليجتنبوه ، كما روي أنّ رجلا قال لعمر : أمّا أنا فلا أعرف الشر ، فقال : أوشك أن تقع فيه.
ومنه قيل :
٩٥ ـ عرفت الشرّ لا للش |
|
رّ لكن لتوقيه |
٩٦ ـ من لا يعرف الشرّ من ال |
|
نّاس يقع فيه (٢) |
(إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ).
__________________
(١) البيت للفرزدق يهجو عنبسة بن معدان المعروف بالفيل ، أحد واضعي علم العربية ؛ إذ كان يعيب شعر الفرزدق ويروي شعر جرير. والبيت في الديوان ص ١٧٩ ؛ وتاريخ العلماء النحويين ص ١٦١ ؛ وبغية الوعاة ٢ / ٢٣٣ ؛ وإنباه الرواة ٢ / ٣٨١ ؛ والمذكر والمؤنث لابن الأنباري ص ١٣٣. وفي المخطوطة : [ناجز بدل شاغل ، والراوي بدل الزاري] وهو تصحيف.
(٢) البيتان لأبي نواس ، وقيل لأبي الفراس الحمداني ، وهو الأصح. وهما في يتيمة الدهر ١ / ٦٠ ؛ وهما في شرح شواهد الكشاف ١٣٥ ؛ والتبصير في الدين للاسفرايني ص ١٥. والأول في تفسير الرازي ٣ / ٢١٨. والثاني منهما في الكشاف ١ / ٣٠١.