(وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى) القريب (وَالْجارِ الْجُنُبِ) الغريب.
والجنب صفة على فعل ، مثل ناقة أجد (١) ، ويقال : ما تأتينا إلا عن جنابة ، قال ابن عبدة :
٢٨٢ ـ فلا تحرمنّي نائلا عن جنابه |
|
فإني امرؤ وسط القباب غريب (٢) |
ومن قرأ : (وَالْجارِ الْجُنُبِ)(٣) كان الجنب الناحية ، والتقدير : ذي الجنب كما قال الهذلي :
٢٨٣ ـ ألفيته لا يذمّ الغيث جفنته |
|
والجار ذو الجنب محبوّ وممنوح (٤) |
ومعنى القراءتين واحد ، وهو أنه مجانب لأقاربه ، قال الهذلي :
٢٨٤ ـ يبيت إذا ما آنس الليل كانسا |
|
مبيت الغريب ذي الكساء المغاضب |
٢٨٥ ـ مبيت الغريب يشتكي غير معتب |
|
شفيف عقوق من بنيه الأقارب (٥) |
__________________
(١) ناقة أجد : قوية موثقة الخلق.
(٢) البيت لعلقمة بن عبدة يخاطب الحارث بن جبلة يمدحه ، والبيت في تفسير القرطبي ٥ / ١٨٣ ؛ ولسان العرب مادة : نول ؛ والكامل لابن الأثير ١ / ٥٤٥ ؛ وشرح المعلقات لابن النحاس ١ / ١٧٢ ؛ والمفضليات ص ٣٩٤ ؛ وديوانه ص ٤٨.
(٣) وهي قراءة الأعمش والمفضّل. راجع تفسير القرطبي ٥ / ١٨٣.
(٤) البيت لأبي ذؤيب الهذلي. ويروى [والجار ذو البث]. وفي المخطوطة : محبور ، والتصحيح من الديوان. راجع ديوان الهذليين ١ / ١٠٩.
(٥) البيتان لصخر الغي الهذلي. وفي الديوان [المحارب] بدل المغاضب و [الكبير] بدل الغريب. وقوله : يبيت ... هذا مثل. يقول : يبيت ناحية كما ينتحي ذو الكساء المحارب لأهله وولده. والشفيف : الأذى. يقول هو كبير اشتكى من أهله عقوقا فتنحى عنهم وذهب. ديوان الهذليين ٢ / ٢٣.