أي : الله أرأف بالفقير منكم وأعلم بحال الغني.
نزلت في غني وفقير اختصما إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فظنّ أنّ الفقير لا يظلم الغني (١).
(فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا). (١٣٥)
أي : عن الحق. وقيل : كراهة أن تعدلوا. أي : لا تتركوا العدل بالهوى.
(إِنْ تَلْوُوا).
من لوى يلوي ليّا : إذا مطل ودافع ، أي : وإن تدفعوا بأداء الشهادة.
(أَوْ تُعْرِضُوا).
أو تكتموها.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا). (١٣٦)
أي : بالأنبياء السابقين والكتب السابقة.
(آمَنُوا).
بمحمد. وقيل : إنّه خطاب للذين وصفهم بقوله : (مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ).(٢)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً). (١٣٧)
يعني به المنافقين ، فالإيمان الأول دخولهم في الإسلام وحقنهم به الدماء والأموال ، وإيمانهم الثاني نفاقهم بقولهم : إنا مؤمنون مما علم من نفاقهم ، وما ازدادوه من الكفر إنما هو بقولهم : «إنما نحن مستهزئون» (٣).
__________________
(١) أخرجه ابن جرير عن السدي قال : نزلت في النبي صلىاللهعليهوسلم ، اختصم إليه رجلان غني وفقير ، فكان حلفه مع الفقير يرى أن الفقير لا يظلم الغني ، فأبى الله إلا أن يقوم بالقسط في الغني والفقير. راجع الدر المنثور ٢ / ٧١٥ ؛ وتفسير الطبري ٥ / ٣٢١.
(٢) سورة المائدة : آية ٤٠.
(٣) سورة البقرة : آية ١٤.