كلّ نفي دخله استثناء.
(قَبْلَ مَوْتِهِ).
أي : قبل موت المسيح إذا نزل من السماء ، وقيل : قبل موت الكتابي عند المعاينة.
رواه شهر بن حوشب عن محمد بن الحنفية حين سأله الحجّاج عنها فقال : أخذتها من عين صافية (١).
(وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ). (١٦٢)
نصب على المدح ، وهو في كلام العرب أشهر من كل شيء.
فلا يصح ما يروى عن عائشة أنها قالت لعروة : يا بني هذا مما أخطأ فيه الكتاب (٢).
__________________
(١) أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن شهر بن حوشب في قوله : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) عن محمد بن علي بن أبي طالب ـ وهو ابن الحنفية ـ قال : ليس من أهل الكتاب أحد إلا أتته الملائكة يضربون وجهه ودبره ، ثم يقال : يا عدو الله إنّ عيسى روح الله وكلمته ، كذبت على الله ، وزعمت أنّه الله ، إن عيسى لم يمت وإنه رفع إلى السماء ، وهو نازل قبل أن تقوم الساعة ، فلا يبقى يهودي ولا نصراني إلا آمن به. راجع الدر المنثور ٢ / ٧٣٤. ـ وأخرج ابن المنذر عن شهر بن حوشب قال : قال الحجاج : يا شهر آية من كتاب الله ما قرأتها إلا اعتراض في نفسي منها شيء. قال الله : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) وإني أوتى بالأسارى فأضرب أعناقهم ولا أسمعهم يقولون شيئا ، فقلت : رفعت إليك على غير وجهها. وإن النصراني إذا خرجت روحه ضربته الملائكة من قبله ودبره وقالوا : أي خبيث إن المسيح الذي زعمت أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة عبد الله وروحه وكلمته ، فيؤمن حين لا ينفعه إيمانه ، وإن اليهودي إذا خرجت نفسه ضربته الملائكة من قبله ودبره ، وقالوا : أي خبيث ، إنّ المسيح الذي زعمت أنك قتلته عبد الله وروحه ، فقال : من أين أخذتها؟ فقلت : من محمد بن علي ، قال : لقد أخذتها من معدنها ، قال شهر : وايم الله ما حدثنيه إلا أم سلمة ولكني أحببت أن أغيظه. ا ه. راجع الدر المنثور ٢ / ٧٣٤.
(٢) راجع تفسير القرطبي ٦ / ١٤ ؛ ومعاني الزّجاج ٢ / ١٣١.