ما قتلوه حقا ، ولكن شبّهوا على قومهم بإلقاء ثيابه على غيره تلبيسا وتدليسا.
وقيل : ما قتلوه يقينا : ما تبينوه علما ، فيرجع الهاء إلى الظن ، من قولهم : قتلت الشيء علما ، وقتلته ممارسة وتدليلا ، قال :
٣٠٩ ـ فقلت : اقتلوها عنكم بمزاجها |
|
وأطيب بها مقتولة حين تقتل (١) |
وقال شقران للوليد بن يزيد :
٣١٠ ـ إنّ الذي ربّضها أمره |
|
سرا وقد بيّن للنّاخع |
٣١١ ـ لكالتي يحسبها أهلها |
|
عذراء بكرا وهي في تاسع (٢) |
الناخع : الذي قتل الأمر علما ، ومنه نخع الشاة : ذبحها.
(بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ). (١٥٨)
أي : رفعه إلى موضع لا يجري عليه أمر أحد من العباد ، كقول إبراهيم : (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي)(٣) ، أي : حيث أمرني ربي.
(وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ). (١٥٩)
أي : ما من أهل الكتاب أحد إلا ليؤمنن بالمسيح. أحد : أبدا فقدّر في
__________________
(١) البيت للأخطل ويروى [وحبّ] بدل [أطيّب]. يقال : قتل الخمر ، أي : مزجها وكسر قوتها بالماء. والبيت في خزانة الأدب ٩ / ٤٣٠ ؛ وشرح ابن يعيش ٧ / ١٢٩ ؛ وسر الصناعة ١ / ١٥٩ ؛ واللسان مادة : قتل ؛ وديوان الأخطل ص ٢٢٤ ؛ والتبصرة والتذكرة ١ / ٢٨١.
(٢) البيتان لشقران السلامي في قتل الوليد ، وهما في المجتبى لابن دريد ص ٩٥ ؛ وشرح أبيات سيبويه لابن السيرافي ١ / ٥٨٧. والأول في المجمل ص ٨٦ ، والتاج : نخع. وفي المخطوطة (ربصتما) بدل (ربّضها) وهو تصحيف.
(٣) سورة الصافات : آية ٩٩.