أي : تطلبوا من الأقسام بضرب الميسر (١).
(وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ). (٤)
الكواسب ، أنشد الأصمعي :
٣٢٠ ـ بعثت قلوصي فاستجابت جوارحي |
|
وظنت ظنونا فاستحالت ظنونها |
٣٢١ ـ فآليت لا أنفكّ أبعث ناقتي |
|
بشيء سوى مرعا باد طنينها |
(مُكَلِّبِينَ).
ذوي كلاب ، وقيل : معلمين الكلاب للصيد ، كالمؤدّب يعلّم الأدب.
وقيل : مضرّين من التضرية والإغراء على الصيد ، ويكون بمعنى مكلبين.
يقال : أكلبت الكلب وأسدّته : ضريته.
وقال أبو عبيدة : أكلبت وكلّبت واحد ، وأنشد ـ وهو من غريب المجانس في شعر العرب ـ :
٣٢٢ ـ وإني وإياها إذا ضمّنا الهوى |
|
كنجمين لاحا في السماء تلألأا |
٣٢٣ ـ أعانقها طورا وطورا تضمّني |
|
وطورا ككلّاب إذا ما تلألاءا (٢) |
__________________
(١) عن سعيد بن جبير قال : كانوا إذا أرادوا أن يخرجوا في سفر جعلوا قداحا للخروج وللجلوس ، فإن وقع الخروج خرجوا ، وإن وقع الجلوس جلسوا. وأخرج الطستي أنّ نافع بن الأزرق قال لابن عباس : أخبرني عن قوله : (وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ)؟ قال : الأزلام : القداح. كانوا يستقسمون الأمور بها ، مكتوب على أحدهما : أمرني ربي ، وعلى الآخر : نهاني ربي ، فإذا أرادوا أمرا أتوا بيت أصنامهم ، ثم غطوا على القداح بثوب فأيهما خرج عملوا به. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت الحطيئة وهو يقول :
لا يزجر الطير إن مرّت به سنحا |
|
ولا يفاض على قدح بأزلام |
ـ وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لن يلج الدرجات العلى من تكهّن أو استقسم أو رجع من سفر تطيرا.
(٢) هذا النقل عن أبي عبيدة ليس موجودا في مجاز القرآن.