ومنه قول الهذلي :
٣٢٨ ـ فلا تجزعن من سنّة أنت سرتها |
|
فأوّل راض سنّة من يسيرها (١) |
(وَمَنْ أَحْياها).
أنقذها من هلكة في الدين والدنيا.
(أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ). (٣٣)
أي : يحبسوا (٢) ؛ لأنّه لا يجوز إلجاؤهم إلى دار الحرب.
قال بعض المسجونين : ـ فعدّ السجن خروجا من الدنيا ، والنفي بمعناه ـ :
٣٢٩ ـ خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها |
|
فلسنا من الأموات فيها ولا الأحيا |
٣٣٠ ـ إذا جاءنا السّجان يوما لحاجة |
|
عجبنا وقلنا جاء هذا من الدّنيا (٣) |
(وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ). (٤١)
__________________
ـ غير أن ينقص من أجورهم شيء. ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ، ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء]. الحديث أخرجه مسلم برقم ١٠١٧ والنسائي والترمذي وغيرهم. راجع مختصر الترغيب والترهيب ص ١٨.
(١) البيت لخالد بن زهير الهذلي وهو في الخزانة ٨ / ٥١٥ ؛ وديوان الهذليين ١ / ١٥٧ ؛ ومجمل اللغة ٢ / ٤٥٥.
(٢) وهذا قول أبي حنيفة ومالك. قال ابن العربي : والحق أن يسجن ، فيكون السجن نفيا له من الأرض. راجع أحكام القرآن لابن العربي ٢ / ٦٠٠.
(٣) في المخطوطة : [من الأحياء فيها ولا الموتى]. والبيتان لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وبعدهما :
ونفرح بالرؤيا فجلّ حديثنا |
|
إذا نحن أصبحنا الحديث عن الرّؤيا |
فإن حسنت كانت بطيئا مجيئها |
|
وإن قبحت لم تنتظر وأتت سعيا |
راجع المحاسن والأضداد ص ٣٥ ؛ وديوانه ص ٩٦. وتنسب لصالح بن عبد القدوس.