(وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ). (١١٨)
معناه : تفويض الأمر إلى الله ، ولذلك وصله ب (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) دون الغفور الرحيم.
(هذا يَوْمُ يَنْفَعُ). (١١٩)
رفع «يوم» على الإشارة إلى اليوم ، كقولك : هذا يوم الجمعة.
وحكى البياري (١) أنّ ثعلبا كان يقرأ بالنصب على قراءة نافع ، بسبب الإضافة إلى الفعل كما قال النابغة :
٣٥٠ ـ على حين عاتبت المشيب على الصّبا |
|
وقلت ألمّا أصح والشيب وازع (٢) |
فذكرته ل المبرّد فخطّأه ، وقال : إنما يجوز البناء على الفعل الماضي كما في شعر النابغة ، ولا يجوز على المضارع ؛ لأنه كالاسم ، ولكنّ نافعا ينصبه على الظرف (٣) ، ومعنى الإشارة لا يمنع الظرف فكأنه قيل : هذا القول في يوم ينفع الصادقين.
تمّت سورة المائدة
ويليها سورة الأنعام
* * *
__________________
(١) اسمه علي بن محمد ، له شرح الحماسة ، انظر معجم الأدباء ١٥ / ٥٨ ؛ وإنباه الرواة ٢ / ٣٠٦.
(٢) البيت في تفسير القرطبي ٦ / ٣٨٠ ؛ ومعاني القرآن للفراء ١ / ٣٢٧ ؛ وكتاب سيبويه ١ / ٣٦٩ ؛ وشرح ابن عقيل ٢ / ٥٩ ؛ وديوانه ص ٧٩.
(٣) قال مكي القيسي : وحجة من نصبه أنه جعل الإشارة ب (هذا) إلى غير اليوم ، مما تقدم ذكره من الخبر والقصص في قوله : (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى) وليس ما بعد القول حكاية. فإن جعلته حكاية أضمرت ما يعمل في «يوم» ، والتقدير : قال الله هذا الذي اقتص عليكم يحدث أو يقع في يوم ينفع ، وإن لم نجعله حكاية فأعمل القول في اليوم على أنه ظرف للقول ، والمعنى : قال الله تعالى هذا القصص الذي قص عليكم أو هذا الخبر الذي أخبرتم به في يوم ينفع الصادقين. راجع الكشف عن وجوه القراءات ١ / ٤٢٤.