أخذ صلىاللهعليهوسلم قبضة من تراب ، فحثاه في وجوههم وقال : شاهت الوجوه ، فكانت الهزيمة (١).
(وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً).
أي : ولينعم عليهم نعمة عظيمة.
(إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ). (١٩)
نزلت في المشركين استنصروا يوم بدر ، وقالوا : من كان أقطعنا للرحم ، وأظلمنا فانصر عليهم (٢).
(لَأَسْمَعَهُمْ). (٢٣)
أي : كلام الذين طلبوا إحياءهم من قصي بن كلاب وغيره.
وقيل : هو في دلائل الله وآياته. أي : لو علم الله أنهم يصلحون بها لأسمعهم إياها.
(يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ). (٢٤)
أي : بالوفاة وغيرها من الآفات ، فلا يمكنه تلافي مافات.
وقيل : يحول بين المرء وما يتمناه بقلبه من طول العمر والأمل ، ودوام الدنيا.
__________________
(١) أخرجه ابن جرير عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب القرظي قالا : لما دنا القوم بعضهم من بعض ، أخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم وقال : شاهت الوجوه ، فدخلت في أعينهم كلهم ، وأقبل أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقتلونهم ، وكان هزيمتهم في رمية رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأنزل الله : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى). راجع الدر المنثور ٤ / ٤٠ ، وتفسير الطبري ٩ / ٢٠٥.
(٢) أخرج أحمد ٥ / ٤٣١ والنسائي والحاكم وصححه ٢ / ٣٢٨ عن عبد الله بن ثعلبة أن أبا جهل قال حين التقى القوم : اللهمّ أقطعنا للرحم ، وأتانا بما لا نعرف فاحنه الغداة. فكان ذلك استفتاحا منه فنزلت : (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ). الآية.