ابتداء وخبره.
كانوا نفرا من منافقي الأنصار بنوا المسجد ليتفردوا بنجواهم الملعونة.
ـ وقيل : إنّ أبا عامر الراهب راسلهم من الشام أن يأتيهم ، فبنوا مسجدهم إرصادا له.
(وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ). (١٠٧)
بأن يصلي فيه قوم ، وقوم في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فبعث النبيّ صلىاللهعليهوسلم عاصم بن عدي (١) فهدمه وأحرقه.
(لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ). (١٠٨)
يعني : مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) عاصم بن عدي ، كان سيد بني عجلان من أهل بدر حكما ، حيث خلفه رسول الله على أهل قباء والعالية لشيء بلغه عنهم ، وضرب له بسهمه وأجره ، مات سنة ٤٥ ه. وقد جاوز المائة. راجع الإصابة ٢ / ٢٤٦.
ـ أخرج ابن إسحق وابن مردويه عن أبي رهم الغفاري قال : أقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى نزل بذي أوان ، بينه وبين المدينة ساعة من نهار ، وكان بني مسجد الضرار فأتوه وهو يتجهّز إلى تبوك فقالوا : يا رسول الله إنا بنينا مسجدا لذي العلّة والحاجة والليلة الشاتية والليلة المطيرة ، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه. فقال : إني على جناح سفر ، ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا لكم فيه ، ولمّا نزل بذي أوان أتاه خبر المسجد ، فدعا رسول الله مالك بن الدخشم أخا بني سالم بن عوف ، ومعن بن عدي وأخاه عاصم بن عدي أحد بلعجلان ، فقال : انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وأحرقاه ، فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم بن عوف وهم رهط مالك بن الدخشم ، فقال مالك لمعن : أنظرني حتى أخرج إليك ، فدخل إلى أهله فأخذ سعفا من النخل فأشعل فيه نارا ، ثم خرجا يشتدان ، وفيه أهله فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه ، وفيهم نزل من القرآن ما نزل.