وعن ابن عباس : إنّ الله يمحو ويثبت ما في الكتب من أمور العباد على حسب اختلاف المصالح.
(وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ).
الأصل السعادة والشقاوة ، فإنّه في أمّ الكتاب لا تغيير له.
(لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ). (٤١)
لا رادّ لقضائه.
من قولهم : عقب الحاكم حكم من قبله : إذا ردّه.
(وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (٤٣)).
قيل : إنّه جبريل (١).
وقيل : إنّه مثل عبد الله بن سلام ، وتميم الداري (٢).
* * *
__________________
ـ وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : ما دعا عبد قط بهذه الدعوات ، إلا وسّع الله له في معيشته : يا ذا المنّ ولا يمنّ عليه ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الطّول ، لا إله إلا أنت ظهر اللاجين ، وجار المستجيرين ، ومأمن الخائفين ، إن كنت كتبتني عندك في أمّ الكتاب شقيا فامح عني اسم الشقاء ، وأثبتني عندك سعيدا ، وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما مقتّرا عليّ رزقي ، فامح حرماني ، ويسر رزقي ، وأثبتني عندك سعيدا موفّقا للخير ، فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ).
(١) أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : جبريل.
(٢) أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه ، منهم : عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي.