(قُلْ سَمُّوهُمْ).
فإنه لا يعلم لنفسه سميّا ولا شريكا.
(مَثَلُ الْجَنَّةِ). (٣٥)
صفتها. كقوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى)(١).
(يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ). (٣٩)
أي : من الأعمال التي رفعها الحفظة ، فلا يثبت منها إلا ماله ثواب أو عليه عقاب (٢).
__________________
(١) سورة النحل : آية ٦٠.
(٢) قد نحى المؤلف رحمهالله منحى بديعا حسنا في هذا القول ، وذلك لأنه ثبت أن الملائكة تكتب كلّ ما يقوله الإنسان ، كما قال اللقاني :
بكلّ عبد حافظون وكّلوا |
|
وكاتبون خيرة لن يهملوا |
من أمره شيئا فعل ولو ذهل |
|
حتى الأنين في المرض كما نقل |
ويؤيد ذلك قوله تعالى : (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ* ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في قوله تعالى : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ) يكتب كلّ ما تكلّم به من خير أو شر ، حتى إنه ليكتب قوله : أكلت ، شربت ، ذهبت ، جئت ، رأيت ، حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله ، فأقرّ منه ما كان فيه من خير أو شر ، وألقي سائره ، فذلك قوله (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ). اه. وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن عليّ رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن هذه الآية (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ). فقال له : لأقرّن عينك بتفسيرها ، ولأقرنّ عين أمتي بعدي بتفسيرها. الصدقة على وجهها ، وبر الوالدين ، واصطناع المعروف ، يحوّل الشقاء سعادة ، ويزيد في العمر ، ويقي مصارع السوء». وله شواهد كثيرة في معناه. ـ