وقيل : معناه : صفوهم بما فيهم لتعلموا أنها لا تكون آلهة.
(أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ).
بالشريك ؛ فلا يعلم شريكا لنفسه فيها ، كقوله تعالى : (قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ)(١).
(أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ).
أي : بباطل زائل ، كما قال :
٦٠٧ ـ أعيّرتنا ألبانها ولحومها |
|
وذلك عار يا ابن ريطة ظاهر (٢) |
وقال الهذلي :
٦٠٨ ـ وعيّرها الواشون أني أحبّها |
|
وتلك شكاة ظاهر عليك عارها |
٦٠٩ ـ فلا يهنىء الواشين أني هجرتها |
|
وأظلم دوني ليلها ونهارها (٣) |
قال أبو القاسم ابن حبيب (٤) :
تضمّنت الآية إلزاما وتقسيما. أي : أتنبؤن الله بباطن لا يعلمه أم بظاهر يعلمه.
__________________
(١) سورة يونس : آية ١٨.
(٢) البيت في البحر المحيط من غير نسبة ٥ / ٣٩٥ ، وهو لسبرة بن عمرو ؛ وهو في الأمالي الشجرية ١ / ٢١٩ ؛ وتفسير القرطبي ٩ / ٣٢٣.
(٣) البيتان لأبي ذؤيب الهذلي ، وهما في شرح ديوان الهذليين ١ / ٧٠. والأول في اللسان مادة ظهر ؛ والزهرة ١ / ٤١٨.
(٤) اسمه الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب ، أبو القاسم النيسابوري الواعظ المفسر ، كان إمام عصره في معاني القرآن وعلومه ، وصنّف التفسير المشهور. أخذ عنه أبو القاسم الثعلبي المفسر وأبو علي المنيعي شيخ الشافعية. وله كتاب (عقلاء المجانين) وقد طبع حديثا ، مات سنة ٤٠٦ ه.