(أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا).
أي : ألم يعلم ولم يتبيّن في لغة جرهم ، قال سحيم :
٦٠٦ ـ أقول لهم بالشّعب إذ ييسّرونني |
|
ألم تيأسوا أنّي ابن فارس زهدم (١) |
ييسرونني : يقتسمونني بالميسر.
وإنما سمي العالم يائسا ، لأنّ العالم يعلم ما لا يكون أنه لا يكون ، فييأس منه ، بخلاف الجاهل.
وقال الكسائي والفرّاء : هو اليأس المعروف ، أي : القنوط.
وفي الآية حذف ، وهو عند الفراء (٢) : أفلم ييأسوا لأنهم يعلمون أنّ آيات الله تجري على المصالح لا الاقتراح العنادي.
وعند الكسائي : ألم ييأسوا من إيمانهم في الكافرين.
(وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ). (٣٣)
أي : آلهة كما يزعمون.
__________________
(١) البيت لسحيم بن وثيل. وهو في أساس البلاغة : يأس ص ٥١١ ؛ ومجاز القرآن ١ / ٣٣٢ ؛ وتفسير القرطبي ٩ / ٣٢٠ ؛ وتفسير الطبري ١٣ / ٩٠ ؛ والبحر المحيط ٥ / ٣٩٢. ويروى [يأسرونني] بدل [ييسرونني] ويقال : البيت لابن سحيم لا لسحيم. قال الزمخشري : ومن المجاز : قد يئست أنك رجل صدق. بمعنى علمت. وذلك أنّ مع الطمع القلق ، ومع انقطاعه السكون والطمأنينة ، كما مع العلم. ولذلك قيل : اليأس إحدى الراحتين. ا. ه. وعن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله : (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا)؟ قال : أفلا يعلم. بلغة بني مالك قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت مالك بن عوف يقول :
لقد يئس الأقوام أنّي أنا ابنه |
|
وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا |
(٢) انظر معاني القرآن ٢ / ٦٣.