(فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ). (٩)
أي : عضّوا على أيديهم من الغيظ والحزن.
والمحزون المغيظ يعضّ يده. أنشد المبّرد :
٦١٢ ـ لو أنّ سلمى أبصرت تخدّدي |
|
ودقة في عظم ساقي ويدي |
٦١٣ ـ وبعد أهلي وجفاء عوّدي |
|
عضّت من الوجد بأطراف اليد (١) |
قال الحسن : كأنّهم ردّوا أيديهم على أفواه الرسل ، على طريقة المثل ، إمّا على ردّهم قولهم وعدم استماعهم ، وإمّا لخوفهم منهم.
قال عبد يغوث :
٦١٤ ـ أقول وقد شدّوا لساني بنسعة : |
|
أمعشر تيم أطلقوا عن لسانيا (٢) |
وقال عمرو بن معد يكرب ـ وشبّه مثل هذه الحال بإجرار الفصيل بالرضاع ـ :
٦١٥ ـ فلو أنّ قومي أنطقتني رماحهم |
|
نطقت ولكنّ الرماح أجرّتّ (٣) |
__________________
ـ أنكرت عهدك بعد ما يعرفنه |
|
ولقد يكنّ إلى حديثك صورا |
والعيش الغرير : العيش الرغيد.
(١) البيتان في البحر المحيط ٥ / ٤٠٨ من غير نسبة ، وتفسير القرطبي ٩ / ٣٤٥ ، والكامل للمبرد ١ / ٣٩ ، وتفسير الماوردي ٢ / ٣٤٠ ، وهما لابن الزبعرى في ديوانه مع بعض التغيير ص ٣٤.
(٢) البيت في المفضليات ص ١٥٧ ؛ وشرح المفضليات للتبريزي ٢ / ٧٦٩ ؛ وشرح الحماسة للتبريزي ١ / ٨٤ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ١٩٩. والنسعة : سير يضفر به الجلد. قال التبريزي : وهذا مثل ، واللسان لا يشد بنسعة. إنما أراد : افعلوا خيرا ينطلق لساني بشكركم ، فإن لم تفعلوا فلساني مشدود. وقال أبو عبيدة : كانوا قد شدّوا لسانه مخافة هجائهم.
(٣) البيت في ديوانه ص ٥٦ ؛ وشرح الحماسة للتبريزي ١ / ٨٤ ؛ وشرح مقامات الحريري ١ / ٢٨١ ؛ وزهر الآداب ٢ / ٤٣٧ ، وفي المخطوطة [أجرب] وهو تصحيف.