أصحاب الأيكة قوم شعيب ، فإنّه بعث إلى أصحاب الأيكة ، وإلى أهل مدين فأهلك الله مدين بالصيحة ، والأيكة بالظلّة فاحترقوا بنارها.
(كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠)).
الحجر : ديار ثمود.
(فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ). (٨٥)
يعني : الإعراض من غير احتقار ، كأنّه تولية صفحة الوجه.
(وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ). (٨٧)
يعني : الفاتحة (١) ؛ لأنها سبع آيات ، وثنيّت في الإنزال ، وتثنّى قراءتها في كلّ صلاة ، والذكر فيها مثنيّ : مقسوم بين الربّ والعبد.
ـ وقيل : المثاني : القرآن ؛ لأنّ الأنباء والقصص ثنّيت فيها ، فتكون الواو على هذا مقحمة.
كأنّه : سبعا من المثاني القرآن العظيم ، و (سَبْعاً) من قوله عليهالسلام : «أنزل القرآن على سبعة أحرف» (٢).
(أَزْواجاً مِنْهُمْ). (٨٨)
__________________
(١) وهذا قول علي بن أبي طالب وأبي هريرة والربيع بن أنس وأبي العالية والحسن وغيرهم.
(٢) قال السيوطي : ورد حديث «نزل القرآن على سبعة أحرف» من رواية جمع من الصحابة. وذكر واحدا وعشرين صحابيا ، ثم قال : وقد نصّ أبو عبيد على تواتره ، وأخرج أبو يعلى في مسنده أنّ عثمان بن عفان قال على المنبر : أذكّر الله رجلا سمع النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف كلّها شاف كاف» لمّا قام ، فقاموا حتى لم يحصوا ، فشهدوا بذلك ، فقال : وأنا أشهد معهم. والحديث جاء في الصحيحين بروايات عدّة. راجع الإتقان في علوم القرآن ١ / ٦١ ؛ وفتح الباري ٩ / ٢٣ ، ومسلم رقم ٨١٨.