وهذا السوم في الرعي من التسويم بالعلامة ؛ لأنّ الراعي يسيم الراعية بعلامات يعرف بها البعض من البعض ، أو لأنّه يظهر في مواضع الرعي علامات وسمات من آثار اختلاء النبات ، ومساقط الأبعار.
(وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ).
نصب مسخرات على حال مؤكدة (١) ، كقوله تعالى : (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً)(٢) ، وليس بمفعول ثان لقوله : (وَسَخَّرَ لَكُمُ) ، لأنّ المسخّر لا يسخّر ، إلا أن يقدر فيه فعل آخر.
أي : جعل النجوم مسخرات ، كما قدّر في قوله ههنا.
(وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ). (١٣)
أي : وسخّر لكم ما في الأرض.
(وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ). (١٤)
جواري. مخرت السفينة كما تمخر الريح : إذا جرت.
والمخر : هبوب الريح. والمخر : شقّ الماء بشيء يعترض في جهة جريانه.
وقيل : مواخر : مواقر مثّقلات لا فيها.
(أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ). (١٥)
أي : لئلا تميد بكم (٣).
__________________
(١) قرأ مُسَخَّراتٌ بالنصب جميع القراء عدا حفص وابن عامر ، فقرآ بالرفع (وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ).
(٢) سورة البقرة : آية ٩١.
(٣) وعن قتادة في قوله : «رواسي» قال : الجبال. (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) قال : أثبتها بالجبال ، ولو لا ذلك ما أقرّت عليها خلقا.