أنقاضا.
(دَخَلاً بَيْنَكُمْ).
غرورا ودغلا ، كأنّ داخل القلب يخالف ظاهر القول.
(أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ).
أي : أشدّ وأزيد ، إذ كانوا يعقدون الحلف ، ثمّ ينقضون إذا وجدوا من هو أكثر وأقوى.
(لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ). (١٠٣)
أي : يميلون إليه ويصيغون إليه.
إذ كانت العرب اتّهمت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في معرفة الأخبار ببعض الأعاجم ممّن قرأ الكتب (١).
(فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ). (١١٢)
جاء هذا الكلام على مذهب العرب ، كما قال الشماخ في صفة قوس :
٦٧٠ ـ فذاق وأعطته من اللين جانبا |
|
كفى ولها أن يغرق النّبل حاجز (٢) |
__________________
(١) أخرج ابن جرير ١٤ / ١٧٧ وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام ، وكان عجمي اللسان ، فكان المشركون يرون رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدخل عليه ، ويخرج من عنده ، فقالوا : إنما يعلمه بلعام ، فأنزل الله : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ). وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله : (إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ). قال : قالوا : إنما يعلّم محمدا عبدة بن الحضرمي ـ وهو صاحب الكتب ـ فقال الله : (لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ).
(٢) البيت في اللسان : ذوق ، وديوان الشماخ ص ١٩٠ ؛ والمعاني الكبير ٢ / ١٠٤٢ ؛ والحيوان ٥ / ٢٩ ؛ وتأويل مشكل القرآن ص ١٢٥. أي : لها حاجز يمنع من إغراق. أي : فيها لين وشدة.