وقالوا : ألا ترثي ابن بحر محمدا؟ |
|
فقلت لهم : ردّوا فؤادي واسمعوا |
فلن يستطيع القول من طار قلبه |
|
جريحا قريحا بالمصائب يقرع |
ومن بان عنه إلفه وخليله |
|
فليس له إلا إلى البعث مرجع |
ومن كان أوفى الأوفياء لمخلص |
|
ومن حيز في سرباله الفضل أجمع |
سحابا كماء المزن شيب به الجنى |
|
جنى الشهد في صفو المدام يشعشع |
وغرب ذكاء واقد مثل جمرة |
|
وطبع به العضب المهند يطبع |
ومن كان من بيت الكتابة في الذرى |
|
وذا منطق في الحفل لا يتتعتع |
والمصنف ينقل عن ابن بحر مرارا ، وتارة يصرّح بالنقل عنه ـ وهو الأكثر في معرض الردّ عليه ـ ، وأخرى ينقل عنه من غير ذكر له.
وقد انفرد أبو مسلم بآراء مستقلة في التفسير ، وأشهرها إنكاره النسخ في القرآن.
والذي حمله على هذا الهروب من البداء ، واعتقاده أنّ النسخ يؤدي إليه.
وقال ابن الجوزي :
أنكرت اليهود جواز النسخ ، وقالوا : هو البداء.
والفرق بينهما أنّ النسخ رفع عبادة قد علم الأمر بها من القرآن ، للتكليف بها غاية ينتهي إليها ، ثم يرتفع الإيجاب.
والبداء هو الانتقال عن المأمور به بأمر حادث لا بعلم سابق (١) ، وقد قام عدد من العلماء بالرد على ابن بحر قوله ذلك. فمنهم مؤلفنا ، ومنهم الإمام الرازي ، ومنهم التاج السبكي وغيرهم ، وقد قام الرازي بذكر أقواله والرد عليها فقال :
__________________
(١) راجع : المصفّى بأكفّ أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ لابن الجوزي ص ١١ ـ ١٢.