فأجاب الشيخ :
بأنّ قوله تعالى : (فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍ) المراد به في الآخرة عند إذلال الله لهم بالعقوبة ، وأراد بقوله : (فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ) في الدنيا.
وتقييده بذكر اليوم يدل على ذلك.
وأيضا إن كان المراد في وقت واحد لم يتناقض ؛ لأنّ المراد : فما لهم من وليّ ينفع ويضر ، وكون الشيطان لهم وليا لا يقتضي أن ينفع ويضر.
ـ ومنها ما ادّعاه من أنّ قوله تعالى : (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً)(١) يناقض قوله تعالى : (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ)(٢) وقوله : (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ)(٣).
فزعم أنّ من يستحوذ عليه وعلى قلبه ، ويصده عن دينه ، كيف يكون ضعيفا؟
أجاب الشيخ :
إنّ المراد بأنّ كيد الشيطان ضعيف أنّه لا يقدر على أن يضر ، وإنما يوسوس ويدعو فقط ، فإن أتبع لحقت المضرة ، وإلا فحاله على ما كان ، فهو بمنزلة فقير يوسوس لغني في دفع ماله إليه ، وهو يقدر على الامتناع ؛ فإن دفعه إليه فليس ذلك لقوة كيد الفقير ، لكن لضعف رأي المالك.
ـ ومنها ما ادّعاه المتحيّر من تناقض قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ)(٤) وقوله تعالى : (قُلْ : أَإِنَّكُمْ
__________________
(١) سورة النساء : آية ٧٦.
(٢) سورة المجادلة : آية ١٩.
(٣) سورة النمل : آية ٢٤.
(٤) سورة ق : آية ٣٨.