الزنا واللواط والقتل ، ومعصية العصاة وكفر الكافرين ، وجميع الفواحش قبيحة مذمومة.
وهذا يوجب أن تكون جميعها مرضيّة حسنة ، أو يكون عن جميعها غافلا ساهيا ، وهذا خلاف قوله تعالى : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً)(١).
وما ورد من الآيات على خلاف مذهبهم يؤولونها.
فنجد المؤلف عند قوله تعالى : (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً). [البقرة : ٢٦].
يقول : (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) ، حيث يحكم عنده بالضلال.
ـ وقيل : حيث أضلّهم عن جنّته وثوابه.
ـ وقيل : إضافة الإضلال إلى الله وإلى المثل المضروب ـ وإن كان حكمه ـ لوقوع الضلال عنده ، كقوله تعالى في الأصنام : (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) لمّا ضلّوا بسببها.
وقال الأخفش : وهذا كما يقال : أهلكته فلانة : إذا هلك في عشقها.
وكذلك إذا ضلّوا في دين الله.
وغير ذلك من التأويلات التي يتهرّب بها عن نسبة الإضلال إلى الله تعالى ، مع أنّه ورد في القرآن كثير من الآيات في ذلك ، كقوله تعالى :
(أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ). [النساء : ٨٨].
(فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ). [الروم : ٢٩].
(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ). [الجاثية : ٢٣].
__________________
(١) راجع التبصير في الدين لأبي المظفّر الإسفراييني ص ٦٤.