عنهم العلوم في مجالات شتّى ، وفي التفسير خاصّة ، حتى نقل الناس عن أحدهم ، وهو الإمام جعفر الصادق عليهالسلام من العلوم ما سارت به الركبان ، وانتشر ذكره في البلدان.
هذا هو الرازيّ يقول في تفسيره سورة الكوثر : « ثمّ انظر كم كان فيهم ( أولاد الرسول ) من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق ، والكاظم والرضا عليهمالسلام والنفس الزكيّة وأمثالهم ». ١
هذا هو الحسن البصريّ الذي أثنى عليه الذهبيّ ثناءً جزيلاً يكتب إلى السبط الأكبر ـ الذي أهمل ذكره ـ قائلاً : « فإنّكم معشر بني هاشم ، الفلك الجاريّة في اللجج الغامرة ، والأعلام النيّرة الشاهرة ، أو كسفينة نوح التي نزلها المؤمنون ، ونجا فيها المسلمون ». ٢
أو ليس عدم الإشادة بذكره وذكر أخيه بخساً لحقّهم ؟! وإن كان الأئمّة الطاهرون الذين أسميناهم ، والذين من بعدهم أعرف من أن يُعرفوا ، وهم روّاد العلم وقادته ، إليهم تنسب كلّ فضيلة غالية ، سواء أتى على ذكرهم الذهبيّ أم لم يأتِ.
من تلقَ منهم تلقَ كهلاً أو فتىً |
|
علم الهدى ، بحر الندى المورودا |
ولأجل ذلك نذكر في مقدم المقال أئمّة الشيعة ، وهم أئمّة المسلمين جميعاً ، وننقل عن كلّ واحد نزراً يسيراً في مجال التفسير ، ومن أراد الاستيعاب في المقام ، فعليه الرجوع إلى كتب التفسير ، بالأثر ، ليجد فيها بُغيته كما يقف بالرجوع إليها على
__________________
١. مفاتيح الغيب : ٨ / ٤٩٨ ، الطبعة المصرية في ثمانية أجزاء.
٢. تحف العقول : ١٦٦ ، طبع بيروت.