وروى الكليني طاب ثراه عن يزيد بن عمرو بن طلحة (١) قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام وهو بالحيرة : أما تريد ما وعدتك ، قلت : بلى ، يعني الذهاب إلى قبر امير المؤمنين عليهالسلام ، قال : فركب وركب إسماعيل وركبت معهما حتّى اذا جاء الثوية وكان بين الحيرة والنجف عند ذكوات بيض (٢) نزل ونزل إسماعيل ونزلت معهما فصلّى وصلّى إسماعيل وصلّيت.
وروى عن أبان بن تغلب (٣) قال : كنت مع أبي عبد الله عليهالسلام فمرّ بظهر الكوفة فنزل فصلّى ركعتين ، ثمّ تقدّم قليلا فصلّى ركعتين ، ثمّ سار قليلا فنزل فصلّى ركعتين ، ثمّ أخبر أبان أن الصّلاة الاولى عند قبر أمير المؤمنين عليهالسلام ، والثانية عند موضع رأس الحسين عليهالسلام ، والثالثة عند منزل القائم.
وذكر الشيخ الحرّ أن الصادق عليهالسلام زار قبر أمير المؤمنين نوبا عديدة منها ما عن الصدوق رحمهالله عن صفوان بن مهران الجمّال قال : سار الصادق عليهالسلام وأنا معه في القادسيّة حتّى أشرف على النجف فلم يزل سائرا حتّى أتى الغري فوقف به حتّى أتى القبر ، فساق السّلام من آدم على كلّ نبي وأنا أسوق معه السّلام حتّى وصل السّلام إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ خرّ على القبر فسلّم عليه وعلا نحيبه ، فقلت : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما هذا القبر ، فقال : قبر جدّي عليّ بن أبي طالب.
وذكر المجلسي زيادة على ما سبق زيارات أخر ، وذكر زيارة صفوان معه بصورة أخرى ، وفيها أن الصادق شمّ تربة أمير المؤمنين فشهق شهقة ظننت أنه
__________________
(١) الكوفي ، ولم نعرف عنه غير هذه الرواية ، وكفى في شأنه رواية الكليني عنه ..
(٢) جمع ذكوة ، وهي الجمرة الملتهبة ، والمأسدة ، ولا يناسبان المقام ولعلّه أراد منها الربوات التي تحوط القبر ، وشبّهها بالذكوات لبريقها ، لأن أرض الغري ذات رمل وحصى فيكون لها بريق ولمعان ..
(٣) سوف نذكره في المشاهير من ثقات الأصحاب للصادق عليهالسلام ..