فارق الدنيا ، فلمّا أفاق قال : هاهنا والله مشهد أمير المؤمنين ، ثمّ خطّ تخطيطا ، فقلت يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما منع الأبرار من أهل البيت من إظهار مشهده؟ قال : حذرا من بني مروان والخوارج أن تحتال في أذاه.
وروى عن عمر بن يزيد (١) انّه أتى عبد الله بن سنان (٢) فركب معه فمضيا حتّى أتيا منزل حفص الكناسي (٣) فاستخرجه وركب معهما فمضوا حتّى أتوا الغري ، فانتهوا إلى قبر ، فقال : انزلوا هذا قبر أمير المؤمنين ، فقال له عبد الله : من أين علمت هذا؟ قال : أتيته مع أبي عبد الله عليهالسلام حيث كان بالحيرة غير مرّة ، وخبّرني أنه قبره.
وروى عن يونس بن ظبيان أنه كان عند الصادق عليهالسلام بالحيرة أيام مقدمه على أبي جعفر في ليلة صحيانة مقمرة ، إلى أن قال : فركب وركبت معه وسار حتّى انتهينا إلى الذكوات الحمر ، قال : ثمّ دنا من اكمة فصلّى عندها ثمّ مال عليها وبكى ، إلى أن قال : قال : هو قبر أمير المؤمنين عليهالسلام ولعلّ هذه الرواية رواية يونس الاولى.
وروى عن أبي الفرج السندي (٤) أنه جاء من الحيرة مع الصادق عليهالسلام إلى الغري وزار قبر أمير المؤمنين عليهالسلام.
وروى مثل ذلك عن عبد الله بن عبيد بن زيد (٥) وذكر انّ عبد الله بن
__________________
(١) ذكر أرباب الرجال أن عمر بن يزيد اثنان : أحدهما بيّاع السابري والآخر الصيقل ، وقد رويا معا عن الصادق عليهالسلام ولا يبعد أن يكونا معا ثقتين ..
(٢) سنذكره في ثقات المشاهير ..
(٣) هو ابن عبد ربّه الكوفي وعداده في أصحاب الصادق واستظهر الرجاليّون أنه إمامي ..
(٤) واسمه عيسى وعداده في أصحاب الصادق ورواته ..
(٥) لم يأت له ذكر في كتب الرجال بهذا العنوان نعم جاء في أصحاب الصادق رجال كثيرون.