واذا عنب لا عجم (١) له فأكلت حتّى شبعت والسلّة لم تنقص.
أقول : إن هذه الكرامة كانت منه على عهد أبيه الباقر عليهالسلام قبل رجوع الإمامة إليه لأن وفاة الباقر كانت عام ١١٤ ، أو عام ١١٧.
وكانت الناس تستشفع بدعائه لما تجد فيه من الإجابة ، وهذه حبابة الوالبيّة دخلت عليه وهي من فاضلات النساء ، فسألته عن مسائل في الحلال والحرام فتعجّب الحضور من تلك المسائل ، لأنهم ما رأوا سائلا أحسن منها ، ثمّ سالت دموعها ، فقال الصادق عليهالسلام : مالي أرى عينيك قد سالت ، قالت : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم داء قد ظهر بي من الأدواء الخبيثة التي كانت تصيب الأنبياء عليهمالسلام والأولياء ، وأن أهل قرابتي وأهل بيتي يقولون : قد أصابتها الخبيثة ، ولو كان صاحبها كما قالت مفروض الطاعة لدعا لها ، وكان الله يذهب عنها ، وأنا والله سررت بذلك ، وعلمت أنه تمحيص وكفّارات ، وأنه داء الصالحين ، فقال لها الصادق عليهالسلام : وقد قالوا : أصابك الخبيثة؟
قالت : نعم يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فحرّك شفتيه بشيء فلا يدرى أفي دعاء كان ، فقال : ادخلي دار النساء حتّى تنظري الى جسدك ، فدخلت وكشفت عن ثيابها فلم تجد في صدرها ولا جسدها شيئا فقال : اذهبي الآن وقولي لهم : هذا الذي يتقرّب الى الله بإمامته (٢).
وحبابة هذه هي ابنة جعفر الأسدي ، والوالبيّة نسبة الى بني والبة بطن من أسد ، وهي صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين عليهالسلام علامة
__________________
(١) العجم : النوى ..
(٢) بحار الأنوار : ٤٧ / ١٢١ / ١٦٩ عن كتاب طبّ الأئمة ، وكتاب طبّ الأئمة من جمع عبد الله أبي عتاب وأخيه الحسين ابني بسطام الزيّات ، وقيل في حقّ الكتاب أنه جمعا في الطبّ على طريقة الطبّ في الأطعمة وفوائدها والرقى والعوذ ، وهو كثير الفوائد والمنافع ..