البعيدة لتكون قرينة سيّد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليهالسلام ، وكذلك انحصار الذرّية الطاهرة المعصومة بها عن طريق وليدها السجّاد عليهالسلام ، فتلك كرامة ما أعظمها !
ومن ثَمَّ فهي طاهرة نقيّة ، كما تشهد علىٰ ذلك زيارة الأئمة عليهمالسلام : « أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة ... لم تزالوا بعين الله ينسخكم من أصلاب كلّ مطهّر ، وينقلكم من أرحام المطهّرات » (١) على أن السيدة شهربانويه عليهاالسلام كانت ذات شرف عظيم قبل إسلامها ، وقد أنشد الشعراء في مدحهم الإمام السجّاد عليهالسلام ما يشير إلىٰ هذا بكل وضوح.
قال أبو الأسود الدؤلي :
وإن غلاماً بين كسرىٰ وهاشم |
|
لأكرم من نيطت عليه التمائم (٢) |
وقال مهيار الديلمي :
قد قبست المجد عن خير أبٍ |
|
وقبست الدين عن خير نبي |
وضممت الفخر من أطرافه |
|
سؤدد الفرس ودين العربِ |
بالنظر لاختلاف الروايات في وصولها المدينة المنورة وزواجها ، فقد اختُلِف في وفاتها رضوان الله عليها ، وقد قيل : إنها ماتت عليهاالسلام في نفاسها بالإمام السجّاد عليهالسلام (٣) ، وكأنما كانت عليهاالسلام مُعدّة لولادة السجّاد عليهالسلام فحسب ، ثمّ الرحيل
_____________
(١) مفاتيح الجنان : ٤٢٩ ، و : ٣٢٧.
(٢) الكافي ١ : ٤٦٦ / ١.
(٣) بحار الأنوار ١٦ : ١١ / ٢١.