حميدة أن الطلق قد ضربني ، وقد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا. فقام الإمام أبو عبد الله عليهالسلام فرحاً مسروراً ، فلم يلبث أن عاد إلينا حاسراً عن ذراعيه ضاحكاً سنُّه ! فقلنا له : أضحك الله سنّك ، وأقرّ عينك ، ما صنعت حميدة ؟ فقال الإمام عليهالسلام : « وهب الله لي غلاما ، وهو خير من برأ الله ، ولقد خبرتني عنه بأمر كنت أعلم به منها ».
قلت : جعلت فداك ، وما خبّرتْك عنه حميدة ؟ قال الإمام عليهالسلام : « ذكرت أنّه لمّا وقع من بطنها وقع واضعا يديه علىٰ الأرض ، رافعاً رأسه إلىٰ السماء ، فأخبرتها : أن تلك أمارة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأمارة الإمام من بعده » (١).
فما أقدس وأعظم هذه المرأة التي كان بطنها الطاهر وعاءً لشخص الإمامة !
إنّ للسيدة حميدة المصفاة كرامات كثيرة نذكر منها ما يلي :
قال الإمام الباقر عليهالسلام : « حميدة في الدنيا ، ومحمودة في الآخرة » (٢).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ، ما زالت الأملاك تحرسها حتىٰ أُديت إليّ كرامة من الله لي والحجّة من بعدي » (٣).
وهذه شهادة من المعصوم علىٰ عظمة هذه السيّدة المنيفة رضي الله عنها.
_____________
(١) بحار الأنوار ٤٨ : ٢ / ٢.
(٢) الكافي ١ : ٤٧٧ / ١ باب مولد أبي الحسن موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام من كتاب الحجّة ، بحار الأنوار ٤٨ : ٥ / ٥.
(٣) الكافي ١ : ٤٧٧ / ٢ من الباب المتقدّم.