قريب إلىٰ ابني الحسين عليهالسلام سالمة لا يصيبك بسوء أحد. قالت : وكان من الحال أنّي خرجت إلىٰ المدينة وما مسّ يدي إنسان ! (١).
وعندها زوَّجَ الإمام علي عليهالسلام شهربانويه من ولده السبط الإمام الحسين عليهالسلام قائلاً له : « يا بني احتفظ بها ، وأحسن إليها ، فستلد لك خير أهل الأرض في زمانه بعدك ، وهي أُمّ الأوصياء الذرّية الطيّبة » (٢).
مرّت الأيام والشهور علىٰ زواج السبط الإمام الحسين عليهالسلام ، ثمّ عمّت البشرىٰ بيت الرسالة ، وساد أهل البيت عليهمالسلام السرور والحبور ، إذ أتحفت تلك السيدة المخدّرة البيت العلوي بوليدها المبارك عليّ السجاد عليهالسلام في يوم الخامس من شعبان المعظم سنة ثمان وثلاثين من الهجرة علىٰ وجه التحديد (٣).
وحين زفّت البشرىٰ لأمير المؤمنين علي عليهالسلام سجد لله شكراً وأسماه عليّاً. لقد ولدته عليهالسلام وسيماً جميلاً من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة :
ينشق نور الدجىٰ عن نور غرّته |
|
كالشمس تنجاب عن أشراقها الظلم |
الله فضّله قدماً وشرّفه |
|
جرىٰ بذاك له في لوحه القلم (٤) |
لعلّ أبرز كراماتها هو إشاءة الإرادة الإلهية الإتيان بها من بلاد فارس
_____________
(١) بحار الأنوار / المجلسي ٤٦ : ١١ / ٢١.
(٢) الخرائج والجرائح / القطب الرواندي ١ : ١٩٦ ، بحار الأنوار ٤٦ : ١١ / ٢١.
(٣) كشف الغمّة في معرفة الأئمة / الاربلي ٢ : ٢٨٥ ، تاريخ علي بن الحسين عليهالسلام.
(٤) الاختصاص : ١٩٢.