وُلد هذان الزوجان ونشئا في بيوتٍ أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه ، حيث مهبط الملائكة ونزول البركات بكرةً وعشيّاً. وفي هذه الأثناء كانت السيدة فاطمة بنت الإمام الحسن السبط عليهالسلام تعيش في كنف والدها الإمام المعصوم عليهالسلام حيث العلم والحلم والكرم ، غير أن تلك الحياة الرغيدة لم تستمر إذ استُشهدَ أبوها الإمام الحسن المجتبىٰ عليهالسلام بمؤامرة دنيئة دبّرها له معاوية بن أبي سفيان بالاستعانة بزوجة الإمام (جعدة بنت الأشعث). فأصبحت عائلة الإمام الحسن عليهالسلام تحت رعاية إمام زمانها الحقّ وخليفة رسول الله (الإمام الحسين عليهالسلام).
فبادر الإمام الحسين عليهالسلام برعاية أُسرة أخيه الإمام الحسن عليهالسلام وجعلها كأُسرته تماماً في التربية والتعليم والنصح والإرشاد والانفاق ونحو ذلك من الأمور الأُخرىٰ ، وهكذا عاشت فاطمة أُم الإمام الباقر عليهالسلام في كنف السبطين عليهماالسلام معاً ، الأمر الذي أسهم في تكوين شخصيتها ، حتىٰ توفّرت فيها جميع المقوّمات والمؤهّلات من سموّ الحسب وعلوّ النسب وغزارة العلم وقمّة الحلم ، فزوجها الإمام الحسين من ولده السجّاد عليهماالسلام ، لتكون فيما بعد أُمّاً للذرّيّة الطاهرة ، ولتنال شرف الدنيا والآخرة حيث أصبحت أُمّاً لثاني التسعة المعصومين من ذرّيّة الإمام الحسين عليهالسلام ، وهكذا اقترنت بابن عمّها السجّاد عليهالسلام فغمرت البيت النبوي بهجةً وسروراً.
في يوم الجمعة ـ وقيل : الاثنين أو
الثلاثاء ـ من شهر رجب الخير عام ٥٧