الفراش واستقبلت القبلة والتفتت إلىٰ أسماء ، وقالت : « إنّي مقبوضة الآن وراحلة من هذه الدنيا إلىٰ جوار ربّ رحيم ولاحقة بأبي الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله » (١).
لمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله وجرىٰ ما جرىٰ من دخول القوم عليها وإخراج ابن عمّها أمير المؤمنين عليهالسلام وما لحقها من أذىً وجهد أسقطت ولداً تامّاً ، وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها صلوات الله عليها (٢).
وذكر في سبب وفاتها سلام الله عليها أنّ قنفذاً مولىٰ عمر لعنه الله لكزها بنعل سيفه بأمره فأسقطت محسناً ، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً (٣).
ومن هنا فقد جاء في زيارتها عليهاالسلام المرويّة عن أهل البيت عليهمالسلام وصفها بالشهيدة : « السلام عليكِ يا أيتها الصدّيقة الشهيدة » (٤).
وسُئِل الإمام الكاظم عليهالسلام عن سبب وفاة الصدّيقة فاطمة ؟ فقال : « إنّ فاطمة صدّيقة شهيدة » (٥).
لمّا أرخى الليل سدوله ، وهدأت العيون ، ونامت الأبصار ، قام أمير المؤمنين عليهالسلام
_____________
(١) بحار الأنوار ٤٣ : ١٨٧ / ١٨ باب ما وقع عليها عليهاالسلام من الظلم.
(٢) راجع : دلائل الإمامة : ١٣٤ / ٤٣.
(٣) دلائل الإمامة : ١٣٤ / ٤٣.
(٤) مفاتيح الجنان : ٣١٧ ، زيارة الصدّيقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
(٥) الكافي ١ : ٤٥٨ / ٢.