السنّة ! فقالت : إِنّا لأغنياءٌ عن علمك (١).
وكانت رضي الله تعالىٰ عنها عالمة بالحديث مشغوفة بروايته عن أئمة الهدىٰ عليهمالسلام ، ومن أحاديثها ما أخرجه بسنده عن الإمام الصادق عليهالسلام عن أُمه فاطمة رضي الله عنها عن أبيه الإمام الباقر عليهالسلام أنه قال لها : « يا أمّ فروة ، إنّي لأدعو الله لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة ألف مرّة ؛ لأنّا نحن فيما ينوبنا من الرزايا نصبر علىٰ ما نعلم من الثواب ، وهم يصبرون علىٰ ما لا يعلمون » (٢).
كما عدّها البرقي في رجاله من رواة أحاديث الإمام الصادق (٣).
لم يذكر التاريخ وفاتها رضي الله عنها ، ولا شكّ أنه كان يوماً حزيناً على أهل البيت عليهمالسلام والأسرة الهاشمية وإمامها الإمام الصادق عليهالسلام ، وهم يودّعون سيدة من خيرة نساء زمانها ، وأفضلهن وأكرمهن عند الله درجة ، فسلام عليكِ يا زوجة باقر العلوم ، ويا أُم عظيم آل محمّد صلىاللهعليهوآله أُستاذ العلماء وإمام الفقهاء الصادق عليهالسلام ، وصلّى الله عليكِ يوم تزوّجت ، ويوم انجبت ، ويوم رحلت إلىٰ رحمة ربّك ورضوانه قريرة العين راضية بما أعدّ الله تعالىٰ لك من دار لا تفنىٰ ونعيم لا يبلىٰ ، ورحمة الله عليكِ وبركاته.
اسمها : هي السيدة حميدة (٤) المصفّاة بنت صاعد الأندلسية ، ويقال : إنّها
_____________
(١) بحار الأنوار ٤٦ : ٣٦٧ / ٩.
(٢) الكافي١ : ٤٧٢ / ١ ، باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام من كتاب الحجّة.
(٣) رجال البرقي : ٦٢ ، معجم رجال الحديث / السيد الخوئي ٢٣ : ١٧٩.
(٤) إكمال الدين وإتمام النعمة / الصدوق ١ : ٣٠٧.