وعندما وصلت تلك السيدة الجليلة تزوّجها الإمام الجواد عليهالسلام ، وعاشت في كنفه ، وهي تغترف من نمير الإمامة ومنهلها العذب رشفات الرحيق المختوم.
اقترنت السيدة سمانة المغربية بالإمام الجواد عليهالسلام ، ومضىٰ علىٰ زواجها المبارك مدّة من الزمن ، فحملت بولدها الهادي عليهالسلام.
وفي يوم من الأيام المباركة أطلّ علىٰ بيت الإمامة كوكب درّي ، أنار البيت العلوي ، فزاده بهجة وضياءً ، وقد أُضيفت بولادته إلىٰ بيت الرسالة والإمامة ومقرّ الوصية والخلافة شعبة من دوحة النبوة منتضاة مرتضاة ، وثمرة من شجرة الرسالة مجتناة مجتباة.
أما ولادته فقد اختلفت الروايات ، فقد ذكر ابن عياش : أنها كانت في الثاني أو الخامس من شهر رجب الأصب ، فيما ذكرت رواية أخرىٰ : أن ولادته كانت في النصف من شهر ذي الحجّة الحرام من سنة (٢١٢) للهجرة المباركة قرب المدينة المنورة في موضع يقال له : (صريا) أو (صربا) (١).
يكفي في جلالة هذه السيدة وعلوّ شأنها وسموّ مقامها ما تحدّثت عنه الرواية الواردة عن ولدها الإمام الهادي عليهالسلام والمرويّة عن محمّد بن الفرج وعلي بن مهزيار : حيث قال عليهالسلام : « اُمّي عارفة بحقّي ، وهي من أهل الجنّة ، لا يقربها شيطان مارد ، ولا ينالها كيد جبّار عنيد ، وهي مكلوءة بعين الله التي لا تنام ،
_____________
(١) الفصول المهمة / ابن الصباغ المالكي : ٢٦٥.