من الاُمم » (١).
وعن ابن عباس رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلىٰ الأرحام الطاهرة مصفّىً مهذّباً لا تتشعّب شعبتان إلّا كنت في خيرهما » (٢).
وأخرج ابن الجوزي باسناده عن عليّ عليهالسلام مرفوعاً : « هبط جبرئيل عليهالسلام عليّ فقال : إن الله يقرئك السلام ويقول : حرِّمت النار علىٰ صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك » ، أمّا الصلب فعبدالله ، وأمّا البطن فآمنة ، وأمّا الحجر فعمّه ـ يعني أبا طالب ـ وفاطمة بنت أسد (٣).
لقد عَرفت السيدة (آمنة) في طفولتها وحداثتها ابنَ عمّها (عبد الله بن عبد المطلب) حيث إنّ بني (هاشم) كانوا أقرب الأُسر جميعاً إلىٰ بني (زهرة) فجمعتهم أواصر الودّ القديم التي لم تنفصم عراه منذ عهد الشقيقين قصي وزهرة ولَدَي كلاب بن مرّة.
هكذا عرفته قبل أن ينضج صباها ويحجبها خدرها ، والتقت وإيّاه في الطفولة البريئة علىٰ روابي مكّة وبين ربوعها وفي ساحة الحرم الآمن ، كما
_____________
(١) نهج البلاغة / بشرح محمّد عبدة ١ : ١٧٠.
(٢) إحقاق الحق / القاضي التستري ٢ : ٢٧٦ الحاشية ٣ في وجوب تنزّه الأنبياء عن دناءة الآباء.
(٣) أخرجه ابن الجوزي بإسناده عن الإمام علي عليهالسلام مرفوعاً ، راجع : كتاب الغدير ٧ : ٣٧٨ عن كتاب التعظيم والمنّة للحافظ السيوطي : ٢٥.