فتكون المفردات في الواسطة الثانية حاصل ضرب ١٠٠٠٠* ١٠٠ ويساوي ١٠٠٠٠٠٠ أي مليون مخبر.
ومن الواضح أنّ الأخبار التي نقلت إلينا بالواسطة لا تقلّ الواسطة فيها عن اثنين ، بل هي أكثر من ذلك عادة ، وهذا معناه أنّه لا بدّ على الأقلّ من مليون مخبر ليتحقّق التواتر عندنا ، وهذا فرض خيالي ونادر بل لعلّه لم يقع أصلا في أية حادثة أصلا ، لذلك يكون هذا الطريق بلا فائدة أصلا أو نادرا جدّا.
والآخر : أن نبدأ عمليّة تجميع القرائن الاحتماليّة على أساس حساب الاحتمال من القيم الاحتماليّة للخبر غير المباشر ، فتلحظ القيمة الاحتماليّة لقضيّة يشهد شخص بوجود شاهد بها ، وتجمع مع قيم احتماليّة مماثلة ، وهكذا حتّى يحصل الإحراز الوجداني.
الطريق الآخر ما هو الصحيح والمختار من أنّنا نجمع القيم الاحتماليّة التي نحصل عليها من هذا الخبر غير المباشر على أساس حساب الاحتمالات ، بحيث إنّنا نلحظ القيمة الاحتماليّة للقضيّة التي يشهد شخص بوجود شخص سمعها أو رآها ، وبعد أن تحصل هذه القيمة الاحتماليّة المبتنية على أساس أنّ صدق المخبر متوقّف على صدق الشخص الذي شاهد القضيّة تضاف إلى القيم الاحتماليّة المماثلة أو المشابهة لها والتي استنتجناها من سائر الإخبارات غير المباشرة.
وبعد تجميع القيم الاحتماليّة هذه من كافّة الإخبارات سوف يحصل الإحراز الوجداني.
فمثلا لو أخبر زيد بأنّ عمرا شاهد خسوف القمر ، أو وقوع الزلزلة ، فهنا القيمة الاحتماليّة لإخبار زيد في نفسه هي ١ / ٢ ؛ لأنّ كلّ خبر في نفسه يحتمل الصدق ويحتمل الكذب.
وكذلك أيضا القيمة الاحتماليّة لإخبار عمرو عن القضيّة ، فإنّه في نفسه يساوي ١ / ٢ ، إلا أنّ المفروض هنا أنّ صدق زيد متوقّف على صدق عمرو ، إذ لو كان عمرو كاذبا لم يكن إخبار زيد بوقوع الحادثة عن طريق عمرو صادقا. نعم ، إخباره في نفسه بأنّ عمرا شاهد القضيّة يحتمل الصدق والكذب ، وعلى هذا فتكون القيمة الاحتماليّة لهذا الإخبار غير المباشر وفقا لقاعدة الاحتمال المشروط هي القيمة الاحتماليّة لإخبار