.........................................
__________________
وهذا معناه أنّ الملاك في الأخصّيّة ليس هو أقوائيّة الدلالة ، وإنّما الملاك فيها شيء آخر وهو الكشف عن المراد الجدّي والنهائي من العامّ ، فكلّما كان هناك كشف في الخاصّ عن المراد الجدّي الواقعي كان متقدّما على العام سواء كانت دلالته قوية أم لا.
وحينئذ لا يختلف حال الخاصّ الكاشف عن المراد الجدّي الواقعي بين أن يكون ثابتا بدليل واحد أو بدليلين أو أكثر.
ففي موارد العامّين المتعارضين مع وجود المخصّص لأحدهما ، سوف يصبح العامّ المخصّص كاشفا عن المراد الجدّي في العامّ الثاني ، وهذا الكشف وإن لم يكن ابتداء وإنّما حصل نتيجة تخصّصه ، إلا أنّ هذا لا يضرّ ما دام الكشف قد وجد فيه ، فالمناط على الكاشفيّة عن المراد الجدّي ، وأمّا سببها فقد يكون الظهور التكويني كالخاصّ مباشرة وابتداء ، وقد يكون بسبب انقلاب النسبة أي العامّ المخصّص ، ولعلّ العرف يرى ذلك ايضا.