______________________________________________________
استصواب شيء علم بعد أن لم يعلم ، وذلك على الله غير جائز « انتهى ».
وقد قال سبحانه : « هُوَ الَّذِي قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ » (١) وقال المحقق الطوسي (ره) في التجريد : أجل الحيوان الوقت الذي علم الله بطلان حياته فيه ، والمقتول يجوز فيه الأمران لولاه ، ويجوز أن يكون الأجل لطفا للغير لا للمكلف ، وقال العلامة (ره) في شرحه : اختلف الناس في المقتول لو لم يقتل ، فقالت المجبرة : إنه كان يموت قطعا وهو قول العلاف ، وقال بعض البغداديين : إنه كان يعيش قطعا ، وقال أكثر المحققين : إنه كان يجوز أن يعيش ويجوز أن يموت ثم اختلفوا فقال قوم منهم : لو كان المعلوم منه البقاء لو لم يقتل له أجلان ، وقال الجبائيان وأصحابهما وأبو الحسين : إن أجله هو الوقت الذي قتل فيه ليس له أجل آخر لو لم يقتل ، فما كان يعيش إليه ليس بأجل له الآن حقيقي بل تقديري « انتهى » وقال تعالى : « يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ » (٢).
وقال الناصبي الرازي في تفسيره في هذه الآية قولان :
الأول : أنها عامة في كل شيء كما يقتضيه ظاهر اللفظ ، قالوا : إن الله يمحو من الرزق ويزيد فيه ، وكذا القول في الأجل والسعادة والشقاوة والإيمان والكفر ، وهو مذهب عمرو بن مسعود ، ورواه جابر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
والثاني : أنها خاصة في بعض الأشياء دون البعض ، ففيها وجوه :
« الأول » : أن المراد من المحو والإثبات نسخ الحكم المتقدم وإثبات حكم آخر بدلا عن الأول « الثاني » أنه تعالى يمحو من ديوان الحفظة ما ليس بحسنة ولا سيئة ، لأنهم مأمورون بكتبة كل قول وفعل ويثبت غيره « الثالث » أنه تعالى
__________________
(١) الآية في سورة الأنعام : ٢ وأصل الآية هكذا : « هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا مسمّى .... ».
(٢) سورة الرعد : ٣٩.